انا جزءً من هذا العالم [الإسلام دين الحق والعدل والحرية والعقل]

السبت، شوال ١٣، ١٤٢٧

الغزو الثقافي

عندما تسمع كلمة غزو يتبادر إلى ذهنك الغزو العسكري الذي يعنى الحملات العسكرية والمعدات الحربية وفي الحقيقة أن الغزو الثقافي يشبه الغزو العسكري بأنه سعي للسيطرة على الآخرين واستغلالهم لأكنه اشد فتكا من الغزو العسكري واشد تأثيرا على المدى البعيد على الرغم من انه لا يتم بواسطة الحملات العسكرية والمعدات الحربية فهو يدمر دون قنابل او صواريخ ويقتل دون إراقة دماء . ولاشك أن العبارة الشهير التي قالها احد المنصرين تدلتا على طبيعة هذا الغزو وقوة تأثيره عندما قال (( كاس وغانية تفعل بأمة محمد ما لا يفعله ألف مدفع )) ومع ان العبارة ألسابقه اقتصرت على احد انواع الغزو الثقافي وهو النوع الذي يخاطب الغرائز والشهوات الا ان الغزو الثقافي اشمل من ذلك بكثير فهو يستهدف كل شى في حياتنا تقريبا بدا بالقيم الدينية وانتهاء بطرقة الأكل واللباس وبطرق وأساليب خفيه مغريه ذات مظهر جذاب يسلب العقول ويقلب المفاهيم والأفكار . وسمي الغزو الثقافي بذلك لأنه غزوا يستهدف ثقافة الشعوب ليهدم قيمها ويزرع مكانها قيم مستورده غريبة تكون من صالح من يقف وراءه و ذلك عن طريق أساليب متنوعة من أخطرها في الوقت الحاضر وسائل الأعلام بأنواعها من صحافة وإذاعة وتلفزه يبث من خلاها كل ما يراد غرسة من قيم وأفكار او مايراد هدمه منها وفي الحقيه ان الغزو الثقافي شديد التخطيط رائع التنظيم كثير الادوات والاساليب ومن الادله على ذلك ان احد الافلام الاجنبيه كلف اكثر من خمسمائة مليون دولار ذهبت في انتاجه وصياغه مايحويه من قيم و افكار كان لها عميق الاثر في نفوس الذين شاهدوا ذلك الفلم، وهذا يفسر لنا سبب تغير الكثير من العادات والقيم النبيله واستبدلها باخرى تافهه تحت مسميات مظلله مثل التقدم والتحضر وغيرها من المسميات الخادعه . .والمتامل لما يحدث في العالم اليوم وخاصة العالم الاسلامي يجد ان هنالك حربا طاحنه يخوضها الغزو الثقافي منذ عشرات السنين تشتد معركتها يوما بعد يوم وللأسف يزداد الضحايا يوما بعد يوم دون ان بشعروا بذلك . ولاشك ان ذلك الشاب الذي لاهم له غير القصات الغريبه والملابس المقززه هو احدهم وتلك الفتاه التي تسعى وراء اخر صيحات الموضه وموديلاتها حتى لواكانت مخالفه لقيمها هى احد الضحايا وذلك الشخص الذي لايستغنى في كلامه عن استخدام المطلحات الاجنيه هو احد الضحايا هذا بغض النضر عن اولئك الذين مسخهم الغزو الثقافي بشكل فضيع حتى أصبحوا أداه من أدواته يستخدمهم ضد شعوبهم . . وليت المسالة تقتصر على أشخاص معينين او فئة محدودة و لاكن تاثير الغزوا الثقافي يمتد الى المجتمع بشكل عام وبجميع موسساته التربويه والتعليميه والاعلاميه والاقتصاديه على شكل طوفان جارف يوشك ان يغرق الجميع ان لم نتكاتف لايقافه .